دأب الأنظمة علي تواليها في المحروسة منذ تداعي الاتحاد الاشتراكي علي محاولات مختلفة لقتل التنظيمات المعارضة ، إما بإستئناسها وتحويلها لأحزاب ورقية أو بحلها أو بشيطنتها ورميها بالخيانة و الاتجار بمقدرات الوطن .لتصبح أنظمة أكثر شمولية ديكتاتورية من النظام الناصري ما يفرقها فقط أنها أنظمة بلا مشروع وبلا هدف.
وبعد ثورة يناير ووصول جماعة الاخوان لسدة الحكم أعتمدت نفس النظام بحكم وحدة الهدف وهو الديموقراطية الشكلية الديكتاتورية الجوهرية لتحيي النموذج الرأسمالي وتطبق سياسات الليبرالية الجديدة دون معارضة. وبعد الموجة الأخيرة لثورتنا بقي الحال علي ما هو عليه فمازال التخوين موجوداً ومازال إستئناس المعارضة و إرتماء بعضها في أحضان السلطة المنتشرة ، هذه هي حقيقة الديموقراطيات الرأسمالية كما أوردها اتيليو بورن في بحثه الشهير عن الديموقراطيات الرأسمالية . ليس ذلك بالخفي علي الجماعة المثقفة ولكنه للأسف غائباً عن وقود الثورة وشبابها ما يجعلهم يشكون كل الشك في المعارضة . فتصبح الأحزاب هدفها الوصول للسلطة - وهو حق - لكنهم فهموه علي أنه باطل . فما خلفته الأنظمة من الإرث الثقافي أن الوصول للسلطة هو تقسيم لتورته الوطن حيث شيطنت الهدف ومن ثم شيطنت الحزب و أخيراً شيطنت كل التنظيمات ..إنني إذ أذكر هذه النقطة إنما أتذكر وقع حديث عبد القادر يس في كتابه من تحت الصفر إلي الثورة والذي كتب فيه خلاصة تجربته الثورية السياسية وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك مقولته " علي أن التنظيم هو الشرط الأول للثورة " ..
وبإستعراض ثورة يناير بموجاتها المتتابعة وتجاربها المؤلمة حتي 30 يونيو نجد أزمة حقيقية فرح بها شيطان الغرب أوباما حين قال أجمل ما في هذه الثورة أنها بلا قائد ، نعم هو محق لكن بالنسبة له ... سيقول قائل ان الحديث غير حقيقي حيث تواجدت الاحزاب في الثورة و أفسدتها .. أعزائي إن أحزابنا من يمينها ليسارها تواجدت في (سبنسة الثورة ) وكان يجب أن تكون هي الطليعة التي تقود الجماهير ، فبإستعراض موقف جبهة الإنقاذ من تمرد نجد أن جبهة الإنقاذ قد تبنت تمرد وهو أمر غاية في العجب ومدعاة للسخرية فكيف يتبني الحزب آلية جماهيرية بدلاً أن يخلقها .
كل ما سبق من فضفضة سياسية يوضح لنا أسباب غياب التنظيم عن الصف الثوري " الشيطنة ...الإستئناس ....وأخيراً تذيل لثورة بدلاً من قيادتها "
هذا و أظن أنه لن تقوم للثورة قائمة إلا وفي طليعتها حزب يقود الجماهير إلي مبادئ الثورة ويسعي للوصول لها سعياً تقبله الجماهير ولا تظن أنه محاولة لتقسيم التورته
يا ثوار مصر أن كنتم ترون الأحزاب جربة فكيف سندير البلد " من خيمة في التحرير لا مؤاخذة "
يا نخبة مصر أسعوا أن تكونوا في المقدمة وليس السبنسة
يا ثوارنا الذين أهتدوا إلي الأحزاب ناضلوا في تنظيماتكم فمن لا يطيق النضال في تنظيمه فالشارع أكبر منه بكثير"
ويا شعبنا العظيم لا تشيطنوا النخبة ولا تخونوها ولا تنساقوا لهذا من النظام الحاكم أو أنتظروا عودة مبارك الأبن ....
دمتم مناضلين
وللحديث بقية ....
No comments:
Post a Comment