Saturday, May 5, 2018

الرائدات الريفيات ، يقدن مجتمع الريف نحو الحضارة ؟




إذا كنتِ من بنات المدينة فربما لم تسمعي من قبل عن هذه الوظيفة "الرائدة الريفية" ، إما إن كنت من بنات القرية فحتماً ستكون لك صديقة منهن ، فهي الوظيفة التي صنعت ثقافة المرأة الريفية في العقدين الماضيين، فمن هي الرائدة الريفية وما دورها في المجتمع أول ظهور لكلمة الرائدة الريفية كان بقرار من الوزير ماهر مهران ومن الكلمة يظهر لنا أن دور الرائدة الريفية هو ريادة المجتمع النسوي بين الأسر في أعماق الريف .
كانت الرائدات في بداية تعيينهم تابعات للمجلس القومي للمرأة ثم أصبحن تابعات للوحدات المحلية و أخيراً وفي نهاية العام 1995 أصبحن تابعات لوزارة الصحة
يتلخص دور الرائدة الريفية في نشر الوعي داخل المجتمع الريفي حيث تقوم بعمل زيارات منزلية للأسر بالقرية التابعه للوحدة الصحية ونصيب كل رائدة ريفية من الأسر 500 أسرة  ، تسعى من خلال الزيارات إلى نشر الوعى الصحى وتغيير السلوكيات الخاطئة لدى نساء الريف من خلال تثقيفهن في موضوعات مختلفة مثل تنظيم الاسرة و الصحة الانجابية و رعاية الحامل والمرضعة و التوعية بخطورة بعض السلوكيات الخاطئة كختان الإناث و الزواج المبكر و العنف ضد الأطفال ، وبذلك تصبح همزة الوصل بين المرأة في الريف و الوحدة الصحية ،
وبمرور السنوات حققت الرائدات الريفيات نقلة فكرية و ثقافية للمرأة في هذه الأماكن ذات الموروثات البالية ، فأستطاعت تغيير السلوك الانجابي ونشر الوعى بين السيدات  وزيادة المترددات على وحدات تنظيم الأسرة فى القرى
وبالنظر لمثال قريب يؤكد على مدى أهمية هذه الوظيفة  ، نذكر  أن كان للرائدات الدور الأكبر  فى اقناع السيدات بتوخي الحذر في التعامل مع الطيور إبان انتشار فيروس أنفلونزا الطيور وتوعية السيدات ، كما يعزى لهن الفضل في تقليص أعداد المتزوجات مبكراً و إنجاح خطة الدولة في الحد من زيادة عدد المواليد .
وقد استطاعت الرائدات الريفيات أداء دورهن بإتقان حتى اصبحت العلاقة بين الرائدة والاسرة اقرب الى علاقة الصداقة وما يترتب عليها من ثقة تؤدي بشكل واضح لإمكانية إستغلال هذه الوظيفة في إحداث تنمية مجتمعية للريف.
ولكن ورغم كل ما سبق من انجازات إلا أن هذه الوظيفة الرائدة " أسماً وصفة " مثلها مثل كل من في الريف يعاني التهميش و الانكار من الدولة و تظل المهنة كسائر المهن قيد المشكلات التي تعرقل عملها.
فبالنظر للعائد المادي لرائدة تعمل على توجيه 500 أسرة  نجده بدأ بمبلغ 75 جنيه عام 1994 وشيئاً فشيئاً زادت لتصل إلى 200 جنيه حتى عام 2002 ، وأخيراً وصلت إلى 700 جنيه حتى يومنا هذا.
وغير ذلك كله تعد أحدى أكبر المشكلات التي تعاني منها الرائدات الريفيات هو عدم فهم الوزرات المتعقابة أدوار الرائدة الريفية ما يتضح  في مواطن مختلفة لاعد لها ولا حصر،  وتحت وطأة هذا التهميش و الإقصاء عمدت الرائدات إلى تنظيم أنفسهن و أنشئن نقابة مستقلة في مايو 2012.
وكان أهم ما طالبت به النقابة منذ     نشأتها حتى اليوم زيادة المخصصات المالية لها لتستطيع أن تتفرغ لعملها لتتمه على أكمل وجه ، بالإضافة إلى التأهيل والتدريب الدوري للرائدة الريفية وتنمية مهاراتها وصقلها علمياً بما يتواكب مع العصر الحديث ، و في سبيل تحسين الأوضاع المهنية طالبت الرائدات الريفيات بادراج الرائدة الريفية ضمن فريق الخدمة لمشروع وزارة الصحة ، وتجديد آليات عمل الرائدة الريفية ، بالإضافة إلى تخصيص إدارة مستقلة  لهن بوزارة الصحة ما يعني الفصل عن قطاع تنظيم الأسرة.